عادي

طاحونة الهواء .. «طاقة» تسهم في تطور الحضارة البشرية

05:05 صباحا
قراءة دقيقتين
إعداد: محمد فتحي

بعد استقرار الإنسان والبدء في الزراعة، كانت الحبوب الغذاء الرئيسي للسكان، ولكن كانت هناك مشكلة في طحنها وإعدادها للطعام. وابتكر الإنسان الطاحونة بشكلها البدائي المكون من قرصين من الحجر لطحن الغلال والحبوب، بفعل حركة دائرية بيد الإنسان، وكبر حجمها بعد فترة من الزمن لتُدار بواسطة الحيوانات، ومع تطور استخدامها أصبحت تمثل أداة مهمة لتطور الحضارة البشرية.
وتمثل طاحونة الهواء ذلك الهيكل الضخم المكون من مبنى تعلوه شفرات ضخمة تتحرك بفعل الرياح
إحدى أشكال الطواحين البدائية التي تدار بواسطة قوة الرياح، للحصول على كميات هائلة من الحبوب تصل إلى عشرات الأطنان في اليوم الواحد.
ويعود تاريخ تشغيل أول طاحونة هوائية إلى القرن الأول الميلادي، وكانت أول آلة استخدمت في توليد الطاقة تاريخياً. واستخدم المحور الرأسي للطواحين لأول مرة في بلاد فارس خلال القرن التاسع، وتم اختراع المحور الأفقي الذي يستخدم اليوم في أوروبا، خلال القرن الحادي عشر الميلادي.
وتكمن طريقة عمل الطواحين في العمل كحواجز ضد الرياح، فعندما تجبر الريح الشفرات على التحرك تنشأ الطاقة، ويتم استغلالها في طحن الحبوب. ومع الثورة الصناعية خلال القرن التاسع عشر في أوروبا، تقلص استخدام الطواحين بسبب الاعتماد على الآلات والماكينات، ولكن على الرغم من ذلك، ظلت محل بحث العلماء لأهميتها الهائلة في توليد الطاقة، واستطاع العلماء أن يجعلوا من طريقة عملها مصدراً للطاقة الكهربائية، عبر تحريك التوربينات الكهربائية التي تمثل حالياً مستقبل الطاقة النظيفة في العديد من دول العالم.
ولا يقتصر استخدام طواحين الهواء على ذلك؛ بل ظهرت مضخات الرياح، وهي نوع يستخدم من أجل سحب المياه من الآبار أو تجفيف الأراضي. وتوجد في جنوب إفريقيا وأستراليا وفي المزارع والسهول الوسطى من الولايات المتحدة.
وتعد هولندا من أشهر الدول التي استخدمت طواحين الهواء، حتى أصبحت رمزاً وطنياً مهماً بالنسبة لها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"