معصرة زيتون تونسية
معصرة زيتون تونسية

جدل واسع أثاره تصريح وزير الفلاحة، سمير بالطيب، الذي قال فيه إن التونسيين لا يميلون في ثقافتهم إلى استهلاك زيت الزيتون.

وقال بالطيب في حوار مع "الإذاعة الثقافية" إن "السوق المحلية لا يمكنها  أن تستوعب أكثر من 30 ألف طن من زيت الزيتون لأنّ الشعب التونسي لا يستخدم هذه المادة، ولا يميل في ثقافته كثيرا لاستهلاك زيت الزيتون بل يفضل أنواعا أخرى من الزيوت".

​​وتناقل المستخدمون تصريح الوزير بكثير من التندر والسخرية، خاصة أن بلادهم هي واحدة من أكثر دول العالم إنتاجا لهذه المادة.

ودفعت هذه الحملة الفيسبوكية بوزير الفلاحة إلى الظهور مجددا في وسيلة إعلام محلية لتوضيح تصريحه السابق قائلا إن "معدّل استهلاك الفرد في تونس من الزيت يبلغ 23 كلغ سنويا، ولا يزيد استهلاكه لزيت الزيتون عن 7 كلغ والباقي من الزيت نباتي والعادات الغذائية في تطور كبير".

إطلاق مثل هذه التصريحات من قبل المسؤولين والجدل الذي تخلفه طرح مجددا مسألة السياسة التواصلية لأصحاب القرار فالبعض يقول إنها خطوة لـ"إلهاء الرأي العام" بينما يرجعها آخرون إلى "الضعف التواصلي الحكومي".

​​"إلهاء للرأي العام"

يقول أستاذ الإعلام في الجامعة التونسية،  معز زيود، إن "تصريحات وزير الفلاحة أدت إلى تغيير محور اهتمام النشطاء على المنصات الاجتماعية من قانون مهم كالمصالحة الإدارية إلى كلام هامشي لذلك الوزير".

​​ويؤكد زيود، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن "السلطة التونسية تعمد من حين إلى آخر إلى إطلاق تصريحات هامشية الهدف منها جس نبض الشارع أو تغييبه عن بعض القرارات الكبرى التي تمس الحياة اليومية للتونسيين".

"​​ضعف تواصلي"

كما يرى المصدر ذاته أن التصريحات المتواترة للوزراء التي تثير جدلا كبيرا، تعود في جزء كبير منها إلى غياب تكوين في مجال الاتصال لدى عدد كبير منهم.

ويشير زيود إلى أن الأحزاب السياسية الكبيرة لم تقتنع بعد بأهمية الميديا الاجتماعية والتصريحات المثيرة للجدل لا تؤدي إلا إلى تنفير الناس من نقاش القضايا المهمة والمشاركة في الشأن العام.

​​من جهته، يوضح الأستاذ في معهد الصحافة وعلوم الإعلام، أمين بن مسعود، أن الحكومة ومعظم المؤسسات الفاعلة في البلاد "لا تمتلك ثقافة اتصالية واسعة ما يؤدي بها إلى الوقوع المستمر في الأخطاء".

ويؤكد بنمسعود على أن الحكومة الحالية "عجزت" عن التفاعل إيجابيا من خلال تقديم أجوبة واضحة حول عدد من القضايا في الآونة الأخيرة على غرار الموقف من  عودة موجة الهجرة السرية والاحتجاجات التي عاشت على وقعها الكثير من مناطق البلاد الداخلية.

​​وحول تعامل النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي مع التصريحات الرسمية للمسؤولين في الدولة، قال بن مسعود إن المنصات الاجتماعية "أصبحت وسيلة للتندر والتهكم ما يعكس المناخ الديمقراطي، ففي المجتمعات الاستبدادية لا يمكن للعامة نقد الطبقة السياسية".

​​

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة