icon
التغطية الحية

مزارعو الزيتون في اللاذقية.. ضحية ارتفاع أجور القطاف وغلاء أسعار المعاصر

2023.10.05 | 09:56 دمشق

زيت الزيتون في سوريا
أثار قرار تحديد أجور عصر الزيتون استياء المزارعين في أغلب المدن السورية الخاضعة لسيطرة النظام ـ إنترنت
اللاذقية ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

يعاني مزارعو الزيتون في الساحل السوري من ارتفاع تكلفة جني محصولهم الحالي من جراء ارتفاع أجور قطافه ونقله وعصره، إذ تتقاضى المعاصر أجوراً مرتفعة لعصر الزيتون وسط عدم التزام أغلب أصحابها بالسعر المحدد لهم بحجة شرائهم مادة المازوت بالسعر الحر الذي يتراوح بين 14 و16 ألف ليرة لكل ليتر. وهو ما سيترك تبعاته على ارتفاع سعر زيت الزيتون لأكثر من 100 ألف ليرة لكل ليتر، وفقدان أسر كثيرة قدرتها على شرائه.

وأثار قرار تحديد أجور عصر الزيتون استياء المزارعين في أغلب المدن السورية الخاضعة لسيطرة النظام، إذ حُددت الأجور بين (5- 9% ) زيتاً أو ما يعادلها نقدياً عن كل 1كغ زيتون في حال تحمَّلت المعصرة تكلفة نقل الزيتون إليها وبنسبة (4-8%) في حال كان النقل على حساب المزارع، وفقاً لصحيفة "البعث" التابعة للنظام.

ويرى مزارعون أنَّ ارتفاع تكلفة نقل الزيتون من أرض المزارع إلى المعاصر جعلها ترفض تحمل تكلفة النقل، ويقول محمد عيسى، 55 عاماً، وهو مزارع من قرى ريف الحفة لموقع تلفزيون سوريا "إنَّ المعاصر في منطقته رفضت تحمَّل تكلفة النقل".

ويوضح المزارع الخمسيني، أن تكلفة النقل مرتفعة جداً خصوصاً أنه يحتاج إلى نقل محصوله على دفعات إلى المعصرة حسب حجم القطاف اليومي للزيتون، "كل نقلة تكلف ما يقارب المليون ليرة نتيجة استغلال سيارات النقل للمزارع بحجة عدم توفر المازوت المدعوم"، حسب وصفه.

ويشرح عيسى أن تكاليف جني المحصول تتعدى تكلفة النقل والعصر  إلى تكاليف أخرى كالقطاف وأجور العمال اليومية التي تبلغ 75 ألف ليرة، فضلاً عن تكاليف ما بعد القطاف المرتبطة بالعناية بالزيتون من حراثة وسقاية وتقليم وسماد وأدوية زراعية، وهذه كلها ذات أسعار مرتفعة.

معاصر الزيتون لا تلتزم بالأسعار

وبينما يتحمل المزارع كل هذه التكاليف، تستغل معاصر الزيتون المزارع أيضاً ولا تلتزم بالسعر المحدد لها مقابل عصر الزيتون، إنما تأخذ نسب أكبر تصل إلى 10% وأحياناً 12% مقابل عصر كل كيلو زيتون، وفقاً لـ عيسى، وذلك بحجة شرائها المازوت بأسعار مرتفعة، إذ اضطر عيسى لدفع ما نسبته 10% زيت لصاحب المعصرة الذي أخبره أنه في حال عدم حصوله على مازوت مدعوم ستكون النسبة في المرة القادمة 12%.

في المقابل، يقول، خالد صابوني، وهو صاحب معصرة في ريف اللاذقية "إنه لم يتسلم مازوتا مدعوما لمعصرته حتى اليوم رغم بدء جني المحصول منذ حوالي العشرة أيام"، مضيفاً أنه يشتري المازوت بسعر حر حسب توفره في السوق وبأسعار مختلفة تتراوح بين 13 ألف و16 ألف ليرة لكل ليتر.

ويؤكد في حديثه لموقع تلفزيون سوريا أنَّ أجور عصر الزيتون مقابل 10% من الزيت هي نسبة مقبولة لكل من المزارع والمعصرة في حال كانت أجور النقل على حساب المزارع، مبرراً ذلك لارتفاع أجور النقل التي يتحملها المزارع اليوم والتي يصفها بـ " تكلفة كبيرة في حال كان إنتاج المزارع قليل من الزيتون والزيت".

ويشير إلى أن المعاصر تحتاج إلى مستلزمات تشغيلية منها 20 ليتر مازوت كل ساعة، وكهرباء ومياه، وكذلك تكاليف صيانة دورية، منوهاً إلى أن أغلب معاصر اللاذقية وريفها تحتسب تكلفة العصر كنسبة مئوية من سعر لتر زيت الزيتون في السوق، بمعنى في حال سعر تنكة الزيت في السوق مليون ليرة، تكون حصة المعصرة 100 ألف ليرة.

أزمة المحروقات في سوريا

واشتكى عدد من أصحاب المعاصر تأخر فرع محروقات اللاذقية في تسليم المعاصر مخصصاتها من المازوت المدعوم بسعر 8 آلاف ليرة لكل ليتر، وفقاً لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام، التي نقلت عن مدير فرع محروقات اللاذقية علي العلي قوله: "إنَّ توزيع المازوت يتم يومياً لأكثر من 8 معاصر بعضها بكميات تصل إلى ألفي ليتر يومياً".

ويتوقع المزارع عيسى كما غيره من مزارعي اللاذقية أن يكون سعر ليتر الزيت لهذا الموسم خارج قدرة السوريين الشرائية خصوصاً في ظل استمرار ارتفاع سعر ليتر الزيت بعد قرار حكومة النظام السماح بتصدير الفائض من إنتاج الموسم الفائت في تشرين الأول عام 2022، والذي تراجعت عنه في شهر أيلول الفائت تحت ضغط ارتفاع أسعار الزيت لمستويات قياسية.

وتشير تقديرات وزارة الزراعة في حكومة النظام إلى أن إنتاج الزيتون يقدر بنحو 711 ألف طن، منها نحو 304 آلاف طن في مناطق سيطرة النظام، ينتج عنها 49 ألف طن زيت زيتون تقريباً للاستهلاك المحلي، بينما إنتاج سوريا من زيت الزيتون فقد قدر بنحو 91 ألف طن منها 49 % في مناطق خارج سيطرة النظام.